معايير اختيار المحتوى (المنهاج التربوى)

olamatraining 

ونحن فى سلسة تربوية تتعلق بالمنهاج التربوى بناؤه  وتنفيذه  وتقويمه  وتطويره نتحدث الآن عن  معايير اختيار المحتوى و هي وسيلة تعين المدرسة (الجماعة التربوية )على تحقيق الأهداف   هناك علاقة متبادلة بين الأهداف والمعايير  وهي علاقة تأثير وتأثر .

وتنقسم معايير اختيار المحتوى والأنشطة إلى ثلاثة أقسام  هي :

أ – معايير متصلة بقيمة المحتوى .

ب- معايير متصلة بعملية التعلم .

جـ-معايير متصلة بحاجات الدارسين .

وفيما يلي بيان هذه الأقسام :

أ – معايير متصلة بقيمة المحتوى :

 ارتباط المحتوى بالأهداف :

إذ إننا خلال عملية التربية نحاول الوصول إلى أهداف معينة  وإحدى وسائل تحقيق هذا هو محتوى المنهج  لذا يجب أن يكون المحتوى ترجمةً صادقةً للأهداف  وإلا تعذر تحقيقها .

صدق المحتوى وأهمية دلالته :

والصدق يعني : الصحة  والدقة  والوثوق بالمعلومات  والأهمية معناها : قيمة المحتوى بالنسبة للدارس والمجتمع  فكثيراً ما يسأل الدارسون : ما قيمة ما أدرسه ؟ وما أهميته ؟ هل هذا الذي أدرسه يفيدني في الحياة أو في العمل ؟  فمثلاً : هل دراسة سمات الشخصية الأوروبية تفيدني في تحديد أساليب الدعوة المناسبة ووسائلها ؟

أما دلالة المحتوى : فتعني قدرته على إكساب الدارس روح المادة وطريقة البحث فيها (الجانب العملي الوظيفي) ، فمحتوى اللغة لا يكون دالاًّ إلا إذا علَّم الدارس كيف يخاطب الناس وكيف يستمع إليهم ، وكيف يقرأ   ومحتوى العبادات لا يكون دالاًّ إلا إذا علّم الدارس كيف يعبد الله تعالى … وهكذا .

 أن يرتبط المحتوى بالواقع الثقافي الذي يعيشه الدارس :

فينبغي أن يختار المحتوى بحيث يُفهم الدارس الظواهر التي تحدث حوله  والمشكلات التي يمكن أن تنجم عن هذه الظواهر  وكيفية مواجهتها  كما ينبغي للمحتوى أن يُفهم الدارس مختلف النظم في المجتمع المحلي وفي المجتمع العالمي  كالنظم الاقتصادية  والاجتماعية  والسياسية إلخ .

 التوازن بين شمول المحتوى وعمقه :

يقصد بالشمول : تغطية المحتوى للمجالات المعنية بالدراسة ، بحيث يعطي فكرة واضحة عن المادة ونظامها ، أما العمق فيعني تناول أساسيات المادة ، مثل : المبادئ ، والمفاهيم ، والأفكار الأساسية ، وكذلك تطبيقاتها ، بصورة تكفي لفهمها فهماً كاملاً ، وربطها بغيرها من المبادئ والمفاهيم والأفكار ، بحيث يمكن تطبيقها في مواقف جديدة .

وقد يبدو أن هناك صعوبة في تحقيق التوازن بين الشمول والعمق ، إذ إن الاتساع في المحتوى قد يكون على حساب العمق والعكس صحيح ، وللتغلب على هذه الصعوبة وتحقيق التوازن المطلوب ، فإن اختيار مجالات المادة يجب أن يتم بناء على مدى احتوائها لأساسيات المادة ، ومن ثم قابليتها للتطبيق في مواقف متنوعة ، وبهذا يتحقق العمق كما يتحقق الشمول ، حيث إن دراسة أساسيات المادة يساعد على معرفة مجالات أخرى منها وفهمها .

ب – معايير متصلة بعملية التقويم :

 مراعاة ميول الدارسين:

وذلك للإفادة منها كدافع إلى التعلم  وهذا يلزمنا باختيار المحتوى الجذاب للدارسين  ولكن لابد أن نعي أن القبول الأعمى للميل يمكن أن يكون خطيراً .

وينبغي أن نميز بين الميول والرغبات المؤقتة  أو حب الاستطلاع الذي قد يتباهى به بعض الدارسين  والميول التي تسهم في تحقيق الأهداف التربوية هي تلك التي لها قيمة ثابتة ودائمة .

 مراعاة الفروق الفردية :

ولمواجهة هذه الفروق يقترح ما يلي :

اختيار محتوى يمثل درجات متنوعة من الصعوبة والتعقيد .

إتاحة الفرص المتنوعة لإعادة عرض المادة بحيث يمكن تنمية المعارف والمهارات والاتجاهات المختلفة .

اشتمال مواد المنهج على عدة أنواع من وسائل التعلم (كتب – مواد – معمل– وسائل سمعية وبصرية) ، يمكن أن تساعد التلاميذ الذين لديهم قصور أو ضعف في الإدراك .

جـ – معايير متصلة بحاجات الدارسين وقدراتهم

فلا يُتصور أن يختار المحتوى بمعزل عن حاجات التلاميذ الاجتماعية والصحية والانفعالية ومجالات العمل ومسئوليات الحياة .

سنتناول التدوينة القادمة معايير تنظيم المحتوى إن شاء الله

تحياتى

هذا المنشور نشر في سلسلة تربوية. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق