نواصل في هذه التدوينة منزلة الإعتصام ويشرح ابن القيم هنا درجتين لهذه المنزلة اعتصام الخاصة واعتصام خاصة الخاصة :
واعتصام الخاصة يعني انقطاع النفس عن أغراضها من وجوه ثلاثة :
فيصون إرادته، ويقبضها عما سوى الله سبحانه، وهذا شبيه بحال أبي يزيد فيما أخبر به عن نفسه لما قيل له: ما تريد؟ فقال: أريد أن لا أريد.
الثاني: إسبال الخلق على الخلق بسطا، وهذا حقيقة التصوف، فإنه كما قال أبو بكر الكتاني: التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.
فإن حسن الخلق وتزكية النفس بمكارم الأخلاق يدل على سعة قلب صاحبه، وكرم نفسه وسجيته. وفي هذا الوصف يكف الأذى، ويحمل الأذى ويوجد الراحة، ويدير خده الأيسر لمن لطم الأيمن، ويعطي رداءه لمن سلبه قميصه، ويمشي ميلين مع من سخره ميلا، وهذا علامة انقطاعه عن حظوظ نفسه وأغراضها.
وأما الثالثة رفض العلائق عزما فهو العزم التام على رفض العلائق، وتركها في ظاهره وباطنه.
والأصل هو قطع علائق الباطن، فمتى قطعها لم تضره علائق الظاهر، فمتى كان المال في يدك وليس في قلبك لم يضرك ولو كثر، ومتى كان في قلبك ضرك ولو لم يكن في يدك منه شيء.
صفحتى على الفيسبوك
تابعنى على Twitter
تغريدات بواسطة drabomarwanالتصنيفات
-
أحدث التدوينات
إذاعة صوت الأقصى
أحدث التعليقات
- Nouf.. على الجانب المهارى والوجدانى من الأهداف (المنهاج التربوى)
- drabomarwan1972 على تدريب عملى كيف تكتب رسالتك فى الحياة ؟!
- عقيل على تدريب عملى كيف تكتب رسالتك فى الحياة ؟!
- منال على درجات التوكل….
- حنان القلب يكفيني على وثيقة المدينة أول دستور مدنى فى العصر الحديث (دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية كيف ولماذا ؟ 2 )
الأرشيف
مدونتى القديمة
إحصائيات المدونة
- 2٬592٬126 زيارة